تناول هذا الكتاب بعض الذكريات كتبتها عن علماء توفوا في السنوات الأخيرة، وهم: المفكر الجزائري مولود قاسم نايت بلقاسم، الفيلسوف المصري الدكتور عبد الرحمان بدوي، المفكر السوري تركي علي الربيعو، المؤرخ إبراهيم مياسي، الدكتور محمد أركون الباحث في الإسلاميات، المؤرخ والفقيه الشيخ عبد الرحمان الجيلالي، المفكر المصري محمد فتحي عثمان، والبحاثة الهندي الدكتور محمد حميد الله، والعالم المحنك الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والمؤرخ المفكر المصري الدكتور عبد الحليم عويس.

ويشترك هؤلاء المفكرون والعلماء في عدة ميزات، ولعل من أبرزها الزهد عن جواذب الحياة، والتفرغ التام لدراسة العلم، ونشره بين الناس. فهذه المقالات هي من قبل الوفاء لرجال خدموا الثقافة العربية والإسلامية كل حسب تخصصه واهتماماته.

وأضفت إلى هذا الكتاب مجموعة رحلات تناولت فيها انطباعات وذكريات عن أحداث وشخصيات عرفتها خلال بعض أسفاري عبر الوطن. فقد سافرت عدة مرات عبر التراب الجزائري للمشاركة في ملتقيات وندوات فكرية وتاريخية. وكلما أتيحت لي الفرصة نشرت خواطري عنها، وكتبت تغطية عن أشغالها وأجوائها.

أما الفصل الأخير فقد خصصته لبعض تجارب في الحياة. منها تجربتي في المهجر الذي قضيت فيه حوالي اثني عشر سنة طالبا للعلم بالجامعة الفرنسية، ثم باحثا وأستاذا في تاريخ الأفكار.

وضم هذا الفصل كذلك تقارير حول محاضرات وندوات تناولت موضوع الذكريات والتجارب منها: محاضرة للمثقف الليبي الدكتور محمد رفعت الفنيش الذي تحدث فيها عن علاقاته مع المفكر الجزائري مالك بن نبي، وحديث الدكتور أبي القاسم سعد الله عن تجاربه مع جمعية العلماء الجزائريين المسلمين في ندوة نظمتُها بجامعة الجزائر.

كما أضفت حوارا أجريته مع عميد الصحافة الجزائرية في المهجر سعدي بزيان في مجلة "النور" اللندنية، والذي تطرق فيه إلى ذكرياته المختلفة وتجاربه المتنوعة.

هذا، ورعيت في ترتيب هذه المادة في غالب الأحيان التسلسل التاريخي لصدور هذه المقالات، دون اعتبارات أخرى

المؤلف